الدكتور يحي هندي للإذاعة: علينا تجديد الخطاب الديني للنهوض بمشروع الإسلام الحضاري

الإعلامي عبد الرزاق جلولي رفقة ضيفه الدكتور يحي هندي

شدد الدكتور يحي هندي اﻹمام واﻷستاذ الباحث ورئيس منظمة رجال الدين عبر الحدود ومسؤول الوعظ الديني بجامعة جورج تاون اﻷمريكية على ضرورة تجديد الخطاب الديني في مختلف أصقاع العالم، عن طريق الإجتهاد و التركيز على فقه الاولويات  والإبتعاد عن التعصب و التطرف  للنهوض  بمشروع الإسلام الحضاري.

و لدى نزله ضيفا على الإذاعة الثقافية، هذا الأربعاء، تأسف الدكتور يحي هندي ، على ما تبثه بعض الفضائيات  الموضوعاتية، داعيا إلى ضرورة التركيز على فقه الأولويات وفقه صناعة الحضارة و الحفاظ على الشباب من الضياع ، فمشروع الإسلام الحضاري- يضيف المتحدث ذاته- لا يقوم إلا بالإبتعاد عن الشكل و المظهر و التركيز على الحقيقة والجوهر، إضافة إلى نبذ كل مظاهر التطرف و السلبية.

و في هذا الإطار أدان الدكتور يحى هندي الاعتداءات التي يرتكبها أشخاص باسم الإسلام قائلا :" لابد من التفريق بين المسلمين و الإسلام فهؤلاء الأشخاص لا يمتون للإسلام بصلة، فالإسلام دين الرحمة و الحب و التسامح ، أما هؤلاء الجهلة فمشكلتهم أن الإعلام يركز عليهم كثيرا وكأنهم هم الذين يمثلون الإسلام".

وفي هذا الإطار تحدث ضيف الثقافية عن حاجة اﻹنسان غير المسلم لمعرفة حقيقة اﻹسلام مبينا أن عداء اﻵخر للإسلام منطلقه اﻷساسي جهله بهذا الدين الحنيف.
ودعا الدكتور يحيى هندي إلى ضرورة جعل اﻹسلام رسالة عالمية للناس جميعا وإلى تبني فلسفة الحب لتغيير العالم.

و في رده عن سؤال حول ما إذا كان مع أم ضد الدولة الإسلامية قال :"من مفهومي الخاص -و قد أكون خاطئا - ، أن الله عز وجل لم يطالبنا بأن نقيم دولة بل أن نقيم أمة فالله يحاسبنا يوم القيامة إذا تمكنا من تأسيس أمة قائمة على مثل عليا و قيم سمحاء، الدولة مفهومها قد يتغير من زمن لزمن و من ظرف لظرف ، فالدولة يحددها البشر في كيفية عملها و قيادة مؤسساتها و أشير هنا إلى أن الإسلام يعطينا كل هذه القيم العليا مثل قيمة العدل الاجتماعي و السياسي ".

أما فيما يخص وجهة نظرالدكتور حول مفهوم العلمانية فقال إنها كلمة مطاطية ففي أروربا تعني التحرر من الدين، أما في أمريكا فتعني حرية الدين، و أردف قائلا " أنا أدعو إلى دولة مدنية يحكمها الناس بقانون و دستور يخدم الجميع ولا يفرق بين الغني و الفقير ولا بين المسلم و غير المسلم و لا بين القوي و الضعيف".

المصدر: الإذاعة الجزائرية

الجزائر