صناعة صيدلانية: ضرورة رفع قيود تسجيل الأدوية المصنعة محليا لتقليص فاتورة الاستيراد

خلصت أشغال ورشة حول الصناعة الصيدلانية، نظمت في إطار الندوة الوطنية حول مخطط الإنعاش الاقتصادي لبعث اقتصاد جديد، الى ضرورة رفع كل القيود التي تعطل عملية تسجيل الأدوية المصنعة محليا، لأن استمرارها سيرهن هدف تقليص فاتورة الاستيراد.

كما خلصت أشغال الورشة، التي تمت تحت إشراف وزير الصناعة الصيدلانية، و التي عرض تقريرها النهائي اليوم الأربعاء في نهاية أشغال الندوة الوطنية، الى ضرورة إعادة تنشيط اللجنة الاقتصادية المحددة للأسعار ومطالبة القطاعات المعنية بتعيين ممثلين دائمين يجتمعون بصفة مستمرة إلى غاية تسوية كل الملفات.

كما دعا المشاركون الى دعم الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية بكل الإمكانات البشرية والمادية التي تمكنها من تحقيق أهدافها في القريب العاجل مع احترام كل شروط الأمن والسلامة الصحية و كذا تفعيل لجان الخبراء الطبيين للبت في ملفات الأدوية العالقة وإبداء آرائهم بصفة عاجلة.

كما تمت المطالبة من وزارة الطاقة بالإسراع في تسليم الرخص المتعلقة باقتناء المواد الحساسة و المواد الكيماوية الخطيرة المستعملة في تحليل و إنتاج الأدوية مع مراعاة كل شروط الأمن و وضع إطار تنظيمي في أقرب الآجال خاص بالأدوية البيوعلاجية المماثلة التي تساهم من دون شك في تقليص فاتورة الاستيراد.

و على المستوى الهيكلي، تمت التوصية بوجوب تهيئة كل الشروط التي تضمن تحقيق هدف الأمن الصحي للجزائر ونجاح سياسة الصحة العمومية ومواجهة الحالات الصحية الطارئة كالأوبئة، وإلزامية وضع كل الأطر المؤسساتية والقانونية والتنظيمية لتشجيع إنتاج وتصدير المواد الصيدلانية المحلية.

و لهذا، تمت الدعوة الى الارتقاء بالوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية لتصبح في مصف الوكالات الدولية المعترف بها وذلك بانفتاحها على البعدين الإقليمي والدولي في مجال القياس والنوعية من أجل ضمان مصداقية للمنتوج الصيدلاني الوطني في الأسواق الخارجية.

وفي هذا الإطار، و"بالنظر للظرف الراهن والتحديات المنتظرة، فإنه من الأنسب وضع هذه الوكالة تحت وصاية وزارة الصناعات الصيدلانية"، حسب التقرير.

كما تم اقتراح اعتماد نظام لتحديد الأسعار يضمن في آن واحد توفير الأدوية للمواطنين بصفة مستمرة وبأسعار معقولة، كما يأخذ بعين الاعتبار التكاليف الحقيقية للمنتجين.

و دعا الخبراء كذلك الى اتخاذ كل المبادرات واعتماد كل التسهيلات لتجسيد بناء الجسور بين قطاع البحث العلمي والبحث والتطوير والابتكار وقطاع الصناعة الصيدلانية على غرار تشجيع إبرام اتفاقيات بين المتعاملين الاقتصاديين في مجال الصناعة الصيدلانية و تنظيم لقاءات دورية بين حاملي المشاريع والمصنعين الصيدلانيين و التكثيف من تنظيم معارض الابتكار في المجال الصيدلاني.

و تم كذلك التوصية باتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها تحفيز عمليات التصدير في القطاع من أجل رفع مساهمته في قيمة الصادرات الجزائرية، لاسيما إبرام اتفاقيات للتسجيل المتبادل مع الدول الإفريقية والعربية و اقترح إعادة النظر في قانون الصرف بما فيها رفع التجريم على المبادلات التجارية الخارجية و مرافقة البنوك والقطاع المالي للمنتجين الصيدلانيين وأخذ بعين الاعتبار خصوصيات القطاع و تشجيع الاستثمارات الجزائرية في الخارج من أجل اقتناء شبكات تجارية جاهزة والتسريع في الحصول على حصص من السوق و وضع أرضية خاصة بتصدير المنتجات الصيدلانية مدعمة بشبكة نقل جوي وبري وبحري مناسبة.

كما أوصى المشاركون في الورشة، نظرا للتحديات المنتظرة التي تفرضها التطورات العلاجية، بضرورة التسريع في وضع أسس لصناعة المنتوجات البيوعلاجية واللقاحات والمواد الصيدلانية المشعة المستخدمة في التشخيص والعلاج في مجال الطب النووي.

كما اقترحوا على السلطات العمومية تشجيع بناء مقاربة ما بين القطاعات لتمكين قطاع الصناعة الصيدلانية من تحقيق هذه الأهداف العاجلة والهيكلية.

صحة