الرئيس تبون يشرف على تخرج ثلاث دفعات للجيش بالأكاديمية العسكرية لشرشال

أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني هذا السبت، على مراسم تخرج الدفعة الثالثة عشر (13) من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة الحادية والخمسين (51) من التكوين الأساسي والدفعة الرابعة (04) لضباط دورة الماستر بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة"هواري بومدين" بشرشال ولاية تيبازة.

وكان في استقبال رئيس الجمهورية بالمدخل الرئيسي للأكاديمية الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، مرفوقا باللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى, واللواء سليم قريد، قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال، حيث أدت له تشكيلة عسكرية التحية الشرفية.

وبالمناسبة، وقف رئيس الجمهورية عند مدخل الأكاديمية وقفة ترحم على روح الرئيس الراحل هواري بومدين الذي تحمل الأكاديمية اسمه ووضع إكليلا من الزهور عند المعلم التذكاري المخلد لاسمه وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة, ليستمع بعدها إلى عرض حول الأكاديمية تضمن معلومات مفصلة عن مسار التكوين بها والدفعات المتخرجة قبل أن ينتقل إلى ساحة العلم للإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات للسنة الدراسية 2019-2020، والتي استهلت بتفتيش التشكيلات العسكرية المصطفة بساحة العلم.

وفي كلمة له خلال مراسم التخرج, توجه الفريق السعيد شنقريحة بالشكر إلى رئيس الجمهورية على تفضله بالإشراف على مراسم حفل تخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال باعتبارها"العمود الفقري للمنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي والتي تمد قواتنا المسلحة بمورد بشري مؤهل من ضباط أكفاء متشبعين بقيم ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة".

وفي ذات السياق، أشاد الفريق ب"العناية الفائقة والاهتمام المتواصل الذي تحظى به الأكاديمية على غرار مختلف المدارس التكوينية الأخرى للجيش الوطني الشعبي، من خلال توفير كل الظروف وكافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية بل وحتى المعنوية والتحفيزية التي تسمح بالارتقاء أكثر فأكثر بالجيش الوطني الشعبي وتحقيق الأهداف المرجوة في إطار تجسيد استراتيجية العصرنة والإحترافية لجيشنا".

من جهته، تطرق قائد الأكاديمية في كلمته إلى "الدور الريادي الذي تؤديه الأكاديمية من أجل تخريج نخبة من إطارات الجيش الوطني الشعبي وتمكينهم من تحصيل تكوين عسكري وعلمي نوعي مصقول بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، وذلك من خلال البرامج النوعية المسايرة للمتطلبات التكوينية الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي".

وبعد أداء المتخرجين للقسم، قام رئيس الجمهورية بتقليد الرتب وتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل، حيث سلم الشهادة للمتفوق الأول من ضباط دورة الماستر وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ليفسح بعد ذلك المجال لمرافقيه لتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الباقين، كما سلم رئيس الجمهورية للمتفوق الأول من التكوين العسكري المشترك القاعدي شهادة النجاح.

وخلال ذات المراسم، أعطى رئيس الجمهورية موافقته على طلب المتفوق الأول من الدفعة الحادية والخمسين (51) من التكوين بتسمية الدفعة باسم المرحوم المجاهد اللواء عبد المالك قنايزية.

وشهدت ساحة الأكاديمية استعراضات عسكرية مختلفة شملت عروضا رياضية في القتال المتلاحم، على غرار الكاراتي والكونغ فو والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدونه، إلى جانب تنفيذ تمرين قتالي بياني حول القضاء على مجموعة إجرامية.

وعلى وقع ايقاع الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري تتقدمه مجموعة العلم متبوعة بتشكيلات الطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي والتكوين العسكري القاعدي المشترك واستعراض في القفز المظلي، جرى اختتام مراسم حفل التخرج ليتابع بعدها رئيس الجمهورية من خلال شاشة عملاقة، البث المباشر لتمارين بيانية نُفذت من طرف القوات البحرية تمثلت في"تحرير رهائن على متن سفينة عملاقة ومساعدتهم بعد اندلاع حريق على متنها".

وبذات المناسبة، قام الرئيس تبون بتفقد مديرية البحث العلمي والتكنولوجي ومخابر البحث التابعة لها، حيث استمع إلى عرض مفصل حول مهامها, كما تابع بتقنية البث المرئي عن بعد بعض العروض العلمية المنجزة من طرف المتخرجين من طلبة ضباط الماستر والليسانس.

واختتم رئيس الجمهورية بتكريم عائلة المرحوم المجاهد اللواء عبد المالك قنايزية قبل أن يوقع على السجل الذهبي للأكاديمية.

يذكر أن اللواء عبد المالك قنايزية الذي تشرفت الدفعات بحمل اسمه من مواليد 20 نوفمبر 1936 بولاية سوق اهراس، حيث التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958 ولم يتجاوز عمره 22 سنة، وتقلد عدة مسؤوليات إبان نضاله الثوري.

وبعد استرجاع السيادة الوطنية وبعد دورات تكوينية تولى عدة وظائف من بينها رئيس أركان كل من الناحية العسكرية الخامسة والثانية والرابعة ليعين بعدها قائدا للواء الثامن المدرع.

وقد رقي الى رتبة عميد سنة 1984 ليعين بعدها قائدا للقوات الجوية.

وفي سنة 1987 أضيف له منصب نائب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الى غاية 1990، السنة التي عين فيها رئيسا لأركان الجيش ليرقى بعدها الى رتبة لواء سنة 1991.

وفي سنة 1993 استفاد من التقاعد وبدأ مسيرته في السلك الدبلوماسي بتعيينه سفيرا للجزائر في سويسرا الى غاية سنة 2000.

وفي سنة 2005، عين وزيرا منتدبا لدى وزير الدفاع الوطني الى غاية 2013.

وقد تقلد المجاهد المرحوم وسام جيش التحرير الوطني ووسامي الشرف والأثير من مصف الاستحقاق الوطني.

أما على المستوى الدولي فقد تحصل على النجمة العسكرية من جمهورية مصر ووسام تخليد حرب أكتوبر 1973.

كما استلم كذلك وسام نجمة الشرف من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يوم 17 فبراير سنة 1974.

وقد وافته المنية يوم 4 فبراير سنة 2019.

 

الجزائر