المتعاملون الجزائريون والاسبان يطمحون إلى نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية البينية

عبر المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون و الاسبان، المشاركون اليوم الخميس بالجزائر العاصمة في المنتدى الاقتصادي الجزائري-الاسباني، عن رغبتهم في إحداث نقلة نوعية في علاقات التجارة والاستثمار بينهما مؤكدين وجود فرص قوية للشراكة بالرغم من الصعوبات التي تفرضها جائحة كورونا.

وفي هذا الاطار قالت سعيدة نغزة رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية :" نتمنى من الحكومة الجزائرية ان تشترط على الشريك الاسباني في دفتر الشروط نقل الخبرة الفنية من خلال تكوين اطارات المؤسسات الصغيرة ".

 وفي ذات السياق ،قال  الرئيس المدير العام لكوسيدار لخضر رخروخ :" يسعى مجمعنا من خلال خطط الاندماج الى  ادماج الصناعات التحويلية الفلاحية الغذائية من خلال المشاريع التي سيتم اطلاقها ".

من جهته قال  الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية  ، عيسى بكاي ، خلال مغادرة رئيس الحكومة الاسبانية أرض الوطن هذا المساء ، :" انه اذا ما عدنا للغة الارقام  والميزان التجاري  و9 اشهر من السنة نلحظ أهمية اسبانيا للاقتصاد الجزائري  ، وتعد هذه اللقاءات مصدر طموح لنا لتشجيع الاستثمارات خارج المحروقات مع الشريك الاسباني وهو كذلك ما تعكسه طموحات رجال الاقتصاد وارباب العمل لكلا البلدين ".  

من جانبه، ثمن رئيس الكونفدرالية الاسبانية لمنظمات المؤسسات، انطونيو غارامندي، ما ورد في خطاب الحكومتين معتبرا هذا المنتدى فرصة هامة في ظل الظروف الحالية للاقتصاد في مختلف دول العالم.

واعتبر بأن التعاون بين المؤسسات الاسبانية والجزائرية قادر على لعب دور هام في تعافي اقتصاد البلدين داعيا إلى تكثيف الجهود لتنويع مشاريع الاستثمار الاسبانية في الجزائر والتي بلغ حجمها في 2018 ازيد من 318 مليون يورو.

أما ممثل شركة الطاقة الاسبانية "ريبسول"، خافيير ابيخون اراتي، فقد جدد التزام شركته بمواصلة تطوير الشراكة الطاقوية في الجزائر مذكرا بحضورها "القوي" في البلاد لاسيما من خلال خمس حقول بالشراكة مع سوناطراك.

وفي القطاع المالي، أكد ممثلي بنكي "بونكو ساباديل" و"كايسا" الاهتمام الاسباني بالنشاط في الجزائر التي تمثل سوقا جد واعدة بالنسبة لهما.

وقريبا من الموضوع ، اعتبر رئيس كونفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، عبد الوهاب زياني، ان الجزائر التي تعتبر بوابة لأفريقيا تشكل "الشريك الامثل" لإسبانيا.

و أضاف بأن التعاون الاقتصادي بين الطرفين، الذي يعد حاليا قطاع المحروقات عصبه الرئيسي، بحاجة لاستدامة ونظرة بعيدة المدى من خلال خلق مشاريع شراكة في مجال التصنيع والتطوير المحلي للانشطة الانتاجية.

من جهته، شدد رئيس نادي المقاولين والصناعيين للمتيجة، كمال مولة، على ضرورة تجاوز الطابع التجاري في العلاقة الاقتصادية بين الطرفين حيث أنه "لا يجب النظر إلى الجزائر كسوق استهلاكي وفقط وإنما كشريك حقيقي على أساس تعاون مربح للطرفين".

أما رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين، محمد سامي عقلي، فقد أشار إلى أهمية الاستقرار الذي تتمتع به الجزائر والتحفيزات التي عرفها الاطار التشريعي مؤخرا كعوامل تزيد من جاذبية الجزائر في نظر المستثمرين الاسبان.

وفي هذا السياق، دعا السيد عقلي إلى تفعيل مجلس الاعمال الجزائري-الاسباني الذي أنشيء في 2018، والذي من شأنه تقريب المتعاملين من البلدين و دفعهم نحو تجسيد المشاريع على أرض الميدان.

و أكد رئيس الاتحاد الوطني للمقاولين العموميين، لخضر رخروخ في مداخلته، على توفر المناخ المناسب والشروط الملائمة لبعث قطاع البناء والاشغال العمومية في الجزائر، داعيا الشركات الاسبانية للمساهمة في ذلك عن طريق استثمارات في مواد البناء والمشاريع التحتية والسكن.

كما يمكن للمستثمرين الاستفادة من فرص الاعمال الكثيرة الموجودة في السوق الوطنية بما فيها الطاقة الشمسية و الفلاحة اللتان يملك فيهما الاسبان الخبرة اللازمة، يضيف السيد رخروخ.

وقدم الرؤساء المدراء العامون وممثلو المؤسسات الاقتصادية الكبرى في الجزائر في القطاعين العمومي والخاص، عروضا عن أنشطتهم ومشاريعهم المبرمجة، وكذا فرص الشراكة المحتملة مع الاسبان، ومن بينها الشركة الوطنية للمركبات الصناعية والمجمع العمومي للحديد والصلب "إيميتال" ومجمع "إيليك-الجزائر" ومجمع الصناعات الغذائية "أغروديف" ومجمع صناعة الاسمنت ومواد البناء "الاخوة سواكري".

يذكر أن اكثر 550 شركة مختلطة جزائرية اسبانية تنشط في الجزائر، حسب الارقام التي قدمتها الملحق التجاري للسفارة الاسبانية بالجزائر، فيكتوريا لاسو دي فيغا.

وفي 2019، بلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وإسبانيا قرابة 7 مليار دولار من بينها 3 مليارات كصادرات جزائرية تتشكل أساسا من المحروقات.

اقتصاد, مؤسسات