أطبــاء : المرافقة النفسية لمرضى السرطان تساهم في رفع نسبة الشفاء

أكد الأطباء المشاركون في لقاء علمي عن بعد نظمته جمعية البدر لمرافقة مرضى السرطان ، أن المرافقة النفسية والاجتماعية للمرضى أحد أهم العوامل المساعدة في رفع نسبة الشفاء لدى هؤلاء بالموازاة مع العلاج الصحي الذين يخضعون له.

وأوضح في هذا الصدد رئيس الجمعية مصطفى موساوي أن العديد من المرضى المصابين بالسرطان يجدون انفسهم مجبرين على التنقل إلى المراكز الجهوية لمكافحة السرطان وترك عائلاتهم وهو ما يؤثر سلبا على نفسيتهم الأمر الذي يستدعي تجند الجمعيات و المجتمع المدني للتكفل و مرافقة هؤلاء نفسيا و اجتماعيا.

وتسعى جمعية البدر من خلال مختلف الخدمات التي تضعها تحت تصرف مرضى السرطان ممن يقصدون مركز مكافحة السرطان بالبليدة من30 ولاية، توفير لهم المرافقة النفسية والاجتماعية اللازمة .

ويتجلى ذلك في توفير لهم خدمة الإيواء والنقل و الاطعام والدعم المالي و الصحي و غيرها من الخدمات التي تخفف من عناء المرضى و تزيد فرصهم في الشفاء.

و من باب أن مريض السرطان لا يقتصر شفاؤه على التكفل الطبي فحسب و انما يتعداه إلى العناية النفسية و الاجتماعية حسب ما ذكره الدكتور ياسين تركمان نائب رئيس الجمعية, تسعى الجمعية إلى توفير لهؤلاء خدمات المرافقة النفسية و الاجتماعية و المتمثلة أساسا في خرجات التسلية و الترفيه للمقيمات بدار الإحسان و جلسات المعالجة النفسية و الدينية و محو الأمية و الأشغال اليدوية التي توفرها هذه الدار.

وأضاف أن "مسار مريض السرطان طويل و شاق و مكلف "و تسعى الجمعية إلى أن تكون حاضرة خلال هذا المسار بدأ من الكشف عن المرض و تشخيصه فالعلاج ثم إلى ما بعده و ذلك من خلال توفير له التحاليل الطبيبة و الأشعة بأسعار رمزية إضافة إلى توفير خدمات الإيواء و النقل و غيرها.

وفي هذا الصدد  تمكنت الجمعية منذ تأسيسها سنة 2006 من التكفل بأكثر من 3670 مريض على مستوى كل من دار الاحسان لايواء مرضى السرطان بمدينة البليدة و كذا بدار مماثلة ببلوزداد بالعاصمة.

وبالرغم من جائحة كورونا التي زادت من معاناة هؤلاء المرضى سيما بعد غلق دار الاحسان في اطار تدابير الحجر الصحي للحد من انتشار الوباء الا ان الجمعية لم تتخلف عن خدماتها للمرضى حيث تمكنت السنة الفارطة من ضمان المبيت ل332 مريض قدموا من40 ولاية من الوطن و توفير لهم1550 من التحاليل الطبية علاوة على التواصل مع المرضى عن بعد، حسب ما أكدته المكلفة بالاتصال على مستوى الجمعية  وسام سديرة .

التكفل النفسي و الاجتماعي "حافز" لمجابهة الداء الخبيث أكدت احد المقيمات في هذا اللقاء ان التكفل النفسي و الاجتماعي الذي يسهر على تقديمه الطاقم الطبي و المتطوع للمقيمات بدار الاحسان ساهم و بشكل كبير في تجاوزهن للمرض و الرفع من حظوظ شفائهن.

وقالت مقيمة من ولاية عين الدفلى أن المعاملة النفسية و الاجتماعية التي تتلقاها خلال هذه الدار لا تتوفر حسبها "حتى على مستوى فندق من خمسة نجوم".

من جهتها اكدت الدكتورة في علم النفس العيادي بومغار ليلى ان المرافقة النفسية لمريض السرطان حاليا لم تعد تقتصر على الاستماع و الحديث معه فقط بل تعدتها الى الأخذ بعين الاعتبار الناحية الفكرية و السلوكية و الانفعالية له و التي لها اهمية كبيرة بالنسبة للمريض.

وعددت المتحدثة في مداخلتها مختلف مراحل التكفل النفسي و الاجتماعي بالمريض بدءا من صدمة خبر مرضه المرتبطة بفكرة الموت لديه و كيفية التعامل معها و احتوائه قدر ما امكن حتى يتمكن من مواجهة المرض و الاستجابة بذلك للعلاج.

للإشارة فقد تخلل هذا اللقاء الذي نظم بالتزامن مع احياء اليوم العالمي للسرطان و الذي نظم عن بعد في اطار تدابير الاحترازية لقيروس كورونا ،عدة مداخلات و نقاشات حول داء السرطان و ظروف التكفل بالمرضى.

المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية 

صحة