فلسطين:أكثر من ألفي طن من المتفجرات سقطت على غزة منذ بدء العدوان

ارتفع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الى 102 شهيدا هذا الجمعة و نحو 700 جريحا في سلسلة الغارات المتواصلة على مناطق مختلفة من القطاع و قد انضم نهار اليوم شيخ في الثمانينات من العمر الى لائحة الشهداء قضى في غارة جديدة على مخيم جباليا للاجئين الفلسطنيين شمال غزة.و قد أوضحت مصادر اسرائيلية أن الغارات المتواصلة منذ خمسة أيام بلغت قرابة 1100 غارة بمعدل غارة واحدة كل أربعة دقائق ألقي حلالها 2000 طن من المتفجرات على ممتلكات و بيوت الفلسطينيين.

و في سياق العدوان الاسرائيلي اعتبر القيادي في حركة حماس مشير المصري أنّ العدوان الاسرائيلي محاولة لتعكير أجواء المصالحة الفلسطينية و التأثير على مجريات الوحدة الوطنية في اطار مبدأ "فرق تسد". و يرى أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول أن العدوان جاء بعد فشل اسرائيل في تضليل الرأي العام الدولي لحمله على مقاطعة حكومة الوفاق الفلسطينية فلجأت الى هذا العدوان لبلوغ أهدافها و هو نفس الاتجاه الذي ذهب اليه قايد الغول عن الحركة الشعبية لتحرير فلسطين الذي بأن اسرائيل من خلال العدوان على القطاع تسعى الى فصله عن الضفة الغربية و انهاء حالة المصالحة و من ثمة جلب الفلسطنيين الى طاولة الحوار دون شروط.

و في حصيلة العدوان المتواصل على قطاع غزة أعلن تقرير مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في الاراضي الفلسطينية  اليوم الجمعة عن تدمير نحو 70 منزلا كلية و اكثر من 340 وحدة سكنية بشكل جزئي نتيجة الغارات الاسرائيلية الشرسة.

و كان في وقت سابق استشهد ستة فلسطينيين بينهم امرأة فجر اليوم الجمعة اثر غارتين للطيران الحربي للاحتلال الاسرائيلي استهدفتا منازل في قطاع غزة وفق مصادر طبية  ليرتفع عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الى 98 شهيدا منذ الثلاثاء الفارط ويأتي هذا التصعيد وسط بوادر عدوان اسرائلي  بري على قطاع  غزة.


  و اوضح أشرف القدرة المتحدث بإسم وزارة الصحة في غزة ان غارة استهدفت منزلا في رفح جنوب قطاع غزة خلفت خمسة شهداء بينهم امرأة و 15 جريحا وقبل ذلك بقليل استهدفت غارة  منزلا في حي تل الهوى بمدينة غزة مما ادى الى استشهاد صاحب المنزل انس ابو القس (33عاما).

 و حسب شهود في غزة فان رفح تعرضت لـ15 ضربة منذ بداية العدوان الاسرائيلي  الثلاثاء الماضي مما خلف أكثر من 90 شهيدا.

 وكان الطيران الحربي للاحتلال الاسرائيلي استهدف مساء امس الخميس دراجة نارية في دير البلح وسط القطاع  وجرح فلسطينيين أحدهما حالته خطيرة جدا وفق ما ذكر الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية اشرف القدرة.

وتتواصل الغارات الإسرائيلية المتتالية والعنيفة على كافة أنحاء قطاع غزة من الطائرات والبوارج الحربية والدبابات على أراض زراعية ومواقع ومنازل مأهولة  في اليوم الرابع للعدوان   مما تسبب باستشهاد عائلات بأكملها.

إصابة عشرات الفلسطينيين فجر الجمعة

 هذا وأصيب عشرات الفلسطينيين فجر اليوم  بجروح متفاوتة جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمناطق مختلفة في قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال شنت غارة استهدفت منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة مما أدى إلى إصابة 6 أشخاص بجروح  كما استهدف الطيران الحربي منزلا قرب مسجد الفاروق في حي الزيتون جنوب غزة مما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجراح. 

ووصلت خمس اصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى من حي يافا في دير البلح وسط القطاع جراء تواصل القصف, ووصفت المصادر الطبية حالاتهم بين المتوسطة والخطيرة.كما وصلت إلى المستشفى الجزائري بخان يونس ثلاث إصابات جراء قصف الطيران منزلا في خانيونس جنوب القطاع. 

 واستهدفت مدفعية الاحتلال  مستشفى الوفاء بحي الشجاعية شرق مدينة غزة بعدة قذائف مما أدى إلى إصابة اثنين. وقصفت طائرات الاحتلال مبنى جمعية الصلاح الاسلامية في دير البلح مما أدى الى تضرره بشكل جزئي, كما قصفت أرضا فارغة شمال مدينة رفح جنوب القطاع.

اجهزة الرعاية الصحية في الاراضي الفلسطينية على شفا الانهيار  

ميدانيا دائما  ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أجهزة الرعاية الصحية  في الأراضي الفلسطينية توجد على شفا الانهيار وسط نقص حاد في الأدوية والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بالمستشفيات.

 وناشدت المنظمة في بيان وزعته أمس الخميس  المانحين بتقديم 40 مليون دولار  لتوفير إمدادت الرعاية الصحية الضرورية حتى نهاية العام و20 مليون دولار أخرى  لسداد الديون المستحقة على وزارة الصحة لمستشفيات القدس الشرقية التي تستقبل مرضى السرطان من قطاع غزة والضفة الغربية. و قالت ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ الثلاثاء الماضي "يزيد القلق بشأن قدرة الحكومة ووزارة الصحة بالأراضي الفلسطينية المحتلة على مجاراة العبء المتزايد الذي تمثله الحالات الطبية الطارئة على النظام الصحي في ظل المستويات العالية لنقص الأدوية والمستلزمات الطبية وإمدادت الوقود للمستشفيات والديون المتزايدة على قطاع الرعاية الصحية".

 وبخصوص الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة  قالت المنظمة إنها "ألحقت أضرارا كبيرة بمستشفى وثلاثة مستوصفات ومحطة لتحلية المياه في مخيم للاجئين".وأضافت أن مخزون الوقود في غزة المتاح لوزارة الصحة لتزويد المستشفيات  لا يكفي الا لعشرة أيام في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء  مبرزة أن وزارة الصحة الفلسطينية باتت غير قادرة على توفير الأدوية الكافية بسبب الدين الكبير المستحق عليها الذي يتجاوز 250 مليون دولار.

بان كي مون يدعو الى وقف اطلاق النار

 اما سياسيا فقد  دعا الامين العام للامم المتدة بان كي مون امس الخميس الى وقف  اطلاق النار في غزة .وقال كي مون خلال اجتماع طارئ لمجلس الامن أن "الأمر الأكثر إلحاحا أكثر من أي وقت مضى هو محاولة إيجاد أرضية مشتركة للعودة إلى الهدوء وتفاهم وقف إطلاق النار" وذكر  أنه أجرى اتصالات بقادة العالم ومن بينهم العاهل السعودي وأمير قطر والرئيس المصري ورئيسي جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ووزير الخارجية الأمريكي والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي .وأضاف "لقد تحدثت أيضا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو والرئيس الفلسطيني عباس وحثتهما على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتمعن في مخاطر التصعيد". 

 وفي معرض وصفه الوضع الحالي  صرح الأمين العام " أكثر من أي وقت مضى يدعو الوضع إلى التفكير الجرئ والأفكار الخلاقة. ويتعين أن نسعى لاستعادة ليس فقط الهدوء ولكن أيضا الأفق السياسي من أجل الغد". 

 وحث الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي على فعل كل ما يمكن لاستئناف المفاوضات ذات المغزى باتجاه تحقيق حل الدولتين.

 التحضير لعدوان  بري على قطاع غزة

تأتي هذه التطورات في  ظل بوادر لبدء عدوان بري على قطاع  غزة حيث اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية محدودة في غزة، بينما اقتربت زوارق حربية بغطاء جوي من مينائها.

العملية العسكرية البرية سبقتها تحضيرات ميدانية تمثلت بطلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين على حدود قطاع غزة إخلاء بيوتهم، وسط تقارير تحدثت عن نشر مدرعات ودبابات على طول خط الحدود.

كما استدعى الجيش الإسرائيلي حوالي 40 ألفاً من جنود الاحتياط لدعم القوات النظامية في تصعيد محتمل للقتال في قطاع غزة.

يأتي ذلك بعد وقت قصير من تحذير الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هجوم بري تعتزم إسرائيل شنه ضد قطاع غزة، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية صادقت بالفعل على العملية البرية.

فيما توعدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس إسرائيل بـ"معركة طويلة"، وقال أبوعبيدة الناطق باسم الكتائب في بيان: "إننا قد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جداً مع العدو، ليست كما يقول بعض قادته لأسبوع أو لعشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جداً".

وقال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في بيان صحافي: "لا نخشى تهديدات العدو ودماء القادة ليست أغلى من دماء الأطفال والعائلات.،العدو نقض منذ وقت طويل اتفاق التهدئة وتنكر لكل التفاهمات وقرر الحرب امتداداً للهجمة المسعورة على شعبنا في الضفة الغربية والقدس".

وعلى الصعيد الميداني دوت صفارات الإنذار  مجدداً في القدس التي تبعد 80 كلم عن قطاع غزة قبل سماع انفجارات كبيرة.وسقط صاروخان في مناطق غير مأهولة، الأول قرب مستوطنة معالي أدوميم في شرق القدس والثاني على مسافة غير بعيدة من سجن عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بحسب شهود.وتم اعتراض صاروخين آخرين بواسطة نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. وكانت تل أبيب تعرضت لهجمات مماثلة صباحاً.وفي الساعات الـ24 الأخيرة سقط أكثر من 120 صاروخاً على إسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية 24 أخرى. وفي المحصلة سقط 370 صاروخاً على إسرائيل منذ بدء الهجوم.وتبنت حماس التي تسيطر أمنياً على القطاع الخميس إطلاق صواريخ على تل أبيب والقدس وحيفا التي تقع على بعد أكثر من 160 كلم عن غزة، وكذلك على موقع مفاعل ديمونا النووي.

ويعد هذا الهجوم العسكري  الأكبر والأكثر دموية منذ نوفمبر 2012 وجاء بعد خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في 12 يونيو، ثم قتل شاب فلسطيني في القدس بأيدي يهود متطرفين في عملية انتقامية.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أي وقف وشيك لإطلاق النار، وقال كما نقلت عنه صحيفة هآرتس: "لا نتحدث مع أحد في الوقت الراهن عن وقف لإطلاق النار، هذا غير وارد".

 ادانة دولية واسعة للعدوان الاسرائيلي

 فيما دعا  بان كيمون الى وقف اطلاق النار أدانت الحكومة الاندونيسية امس الخميس العدوان العسكري  الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مطالبة مجلس الامن الدولي بالتحرك  لوقف هذا العدوان.

 وأوضح وزير الشؤون الخارجية الإندونيسي مارتي ناتاليجاوا  في تصريح نشرته  وكالة الأنباء الإندونيسية (أنتارا)  أن اكرتا "تدين الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة  والذي أدى إلى وقوع ضحايا بين الأبرياء الفلسطينيين"  مشددا على أن هذا الهجوم يعتبر "عقبة جديدة أمام الجهود الرامية إلى خلق حالة مواتية لاستمرار مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين".كما أطلقت منظمات إنسانية بإندونيسيا حملة للتبرع لفائدة سكان قطاع غزة في أفق إرسال بعثة إنسانية إلى القطاع.

من جانبه  حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من التصعيد الخطير في قطاع غزة والضفة الغربية  الأمر الذي من شأنه تعميق معاناة الشعب الفلسطيني وإفشال مساعي تحقيق السلام من خلال استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونبه العاهل الاردني من الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين مما سيؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد وهذا خلال لقائه مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

هذا و أدان لبنان  امس الخميس العدوان الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأدان مجلس الوزراء اللبناني الذي يسير أمور البلاد مؤقتا في انتظار انتخاب  رئيس جديد خلفا للرئيس السابق المنتهية ولايته  في بيان  "العدوان الذي يرتكبه العدو الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة".وأعرب المجلس عن "شجبه واستنكاره لهذه المجزرة المستمرة بحق الأبرياء العزل من  رجال ونساء وأطفال". وأكد "تضامن لبنان حكومة وشعبا مع أبناء الشعب الفلسطيني في محنتهم ومسيرتهم لنضالية في سبيل استعادة المشروعية   داعيا "الجامعة العربية إلى التحرك لمؤازرة

من جهتها نددت موريتانيا بالعدوان الإسرائيلي "الهمجي" و"الغاشم"  على قطاع غزة  فيما اكدت تركيا استحالة استعادة العلاقات الثنائية المتدهورة مع إسرائيل ما توقف ضرباتها الجوية.وقال وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية سيدي محمد ولد  محمد في تصريح اليوم الجمعة ان "موريتانيا تدين العدوان على غزة ولا تقبل المزايدة السياسية" مؤكدا استعداد بلاده  لكل ما يدعم صمود الفلسطينيين في وجه العدوان".

 و يذكر ان موريتانيا قطعت عام 2009 علاقاتها مع إسرائيل , بعد 10 سنوات على إقامتها , وجاء ذلك القرار إثر عدوان شنته إسرائيل حينها على غزة أسفر عن مئات القتلى.

 و من جهته قال رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان أنه "من المستحيل أن تستعيد بلاده العلاقات الثنائية المتدهورة في الوقت الراهن مع إسرائيل ما لم يوضع حد للضربات على قطاع غزة" حسبما  أفادت صحيفة "تودايز زمان" المحلية. 

و أجرى أردوغان امس اتصالات هاتفية بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس خالد مشعل في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة. 

وسوم: