الرئيس السنغالي يلتقي الرئيس بوتفليقة ويؤكد أن الجزائر لها مكانتها في الورشات المفتوحة في السنغال (فيـــديو)

تحادث رئيس الجمهورية  عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء على انفراد مع نظيره السنغالي  ماكي سال.

و في تصريح للصحافة عقب هذه المحادثات أكد  الرئيس السنغالي  على ارادة بلده و الجزائر في بعث علاقاتهما الاقتصادية لا سيما من خلال تعزيز الاطار القانوني لتعاونهما.

أوضح الرئيس السينغالي -الذي يقوم بزيارة دولة للجزائر تدوم أربعة أيام- قائلا "لقد أكدنا على الارادة في بعث العلاقات الاقتصادية و التجارية و الاستثمار"  مشيرا إلى أن السنغال "لم يواجه يوما مشاكل أو نزاعات" مع الجزائر.

و أضاف أنه "يكفي إعطاء دفع لهذه العلاقات"  مذكرا بأن اللقاء الذي جمعه أمس الاثنين مع ممثلي القطاع الاقتصادي الجزائري العام و الخاص "كشفت عن آفاق في هذا الاتجاه".

و أكد سال أن الحكومتين الجزائرية و السنغالية "ستعملان على تعزيز الاطار القانوني لتعاونهما مع الحرص على تذليل العقبات بغية بعث حركية الاستثمار و التجارة و المبادلات الاقتصادية بين البلدين".

و على الصعيد الاقليمي  أشار إلى "تطرقه مطولا" مع الرئيس بوتفليقة إلى الوضع الاقليمي و الأزمات في افريقيا  لا سيما الوضع السائد في مالي.

في هذا الصدد  أوضح الرئيس السنغالي أن الرئيس بوتفليقة "يعرف مالي تحديدا حق معرفة و تحليله الدقيق للوضع ساهم في كل الأحوال في إعطاء بعد آخر للقراءة التي يجب تقديمها بخصوص هذا النزاع و كذلك الأمر بالنسبة لليبيا".

و اغتنم سال الفرصة من أجل الاشادة بالرئيس بوتفليقة الذي وصفه "باحدى أبرز الشخصيات الافريقية  معروف بنضاله ابان  ثورة التحرير و لكونه أساسا من ضمن أهم القادة الأفارقة في العالم الثالث".

و ذكر الرئيس السنغالي أن "الرئيس بوتفليقة الذي طالما ناضل من أجل القومية الافريقية يعتبر من بين مؤسسي النيباد".

 يذكر أن المحادثات التي أجراها الرئيسان توسعت إلى أعضاء وفدي البلدين.

و جرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الأمة  عبد القادر بن صالح و الوزير الأول عبد المالك سلال و وزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيي ووزير الدولة  وزير الداخلية و الجماعات المحلية الطيب بلعيز و وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل.

كما حضر اللقاء عن الجانب السنغالي الوفد المرافق للرئيس سال.

و كان الرئيس السنغالي ماكي سال أكد  في وقت سابق  أن "الجزائر من خلال هياكلها الحكومية وقطاعاتها الخاصة لها مكانتها كاملة في الورشات المفتوحة في السنغال" في إطار المشاريع التنموية  الاجتماعية والاقتصادية المدرجة في مخطط السنغال الناشئ.

كما أعرب عن إرادته في إعطاء دفع جديد للتعاون الجزائري السنغالي الذي لا ينبغي -كما قال- "أن يقتصر على العلاقات السياسية الرسمية و إنما يجب أن يتوسع أكثر إلى الشراكة الاقتصادية و الاستثمارات العمومية و الخاصة و المبادلات التجارية".

وأوضح الرئيس السنغالي- الذي يقوم بزيارة دولة للجزائر - أن القيم الثقافية و الحضارية و المثل الإفريقية المتقاسمة بين السنغال و الجزائر "تشكل قاعدة متينة يمكن للبلدين أن يقيما عليها علاقات أكثر تقاربا و بناء شراكة تعود بالمنفعة على الجانبين".

كما أكد أن الطاقة و الصناعة الغذائية يمثلان "قطاعين هامين" يمكن للبلدين أن يقيما من خلالها علاقات شراكة في "اقرب الآجال".

في ذات السياق أعرب سال عن أمله في الحفاظ على العلاقات بين حكومتي البلدين من اجل "تثمين إمكانيات الشراكة و التجارة و الاستثمار المتاحة" للبلدين.

من جانب آخر جدد الرئيس السنغالي التأكيد على أن زيارته إلى الجزائر كانت "كذلك فرصة للإشادة و التنويه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة المشهود له بمشاركته في ثورة نوفمبر المجيدة و نضاله من اجل القضايا الإفريقية و في العالم الثالث".

إنشاء شركة مختلطة جزائرية سنغالية في إنتاج المستلزمات الطبية

وكانت الجزائر والسنغال قد وقعتا  الاثنين على اتفاق يقضي بإنشاء شركة مختلطة لانتاج المستلزمات الطبية بين المؤسسة الجزائرية للصناعات الطبية-الجراحية (IMC) و نظيرتها السينغالية (كارفور-ميديكال).

و يتعلق الإتفاق الذي وقع على هامش اللقاء الإقتصادي الجزائري السينغالي بإنجاز وحدة لصناعة التجهيزات الطبية الموجهة لتغطية احتياجات المستشفيات فيما يخص تصفية الدم و غيرها.

و تقدر قيمة المشروع ب9 ملايين أورو  سيتكفل الطرفان بتمويله بنسبة 50% لكل طرف كما سيتم إنجاز مقر الشركة بداكار في انتظار دخولها حيز التشغيل خلال السداسي الأول من سنة 2016.

و في إطار هذه الشراكة تقدم المؤسسة الجزائرية (IMC)  الدعم التقني و المهارات اللازمة في حين تتمثل مساهمة الشركة السنيغالية (كارفور-ميديكال) في توفير المحلات و التحكم في قنوات التوزيع بالسنغال و على مستوى المنطقة. و سيمسح المشروع بخلق 250 منصب شغل.

و قد تم التوقيع على الإتفاق من قبل وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب و الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر.

وتبحث الجزائر والسينغال في إطار الجهود الافريقية الموحدة سبل التنسيق بين دول افريقيا لاحتواء مشاكلها الداخلية ومكافحة الجماعات الارهابية لايجاد حلول افريقية بعيدا عن أية تدخلات خارجية وهو توجه جديد للسينغال خروجا عن القاعدة التي أسس لها الرئيس السابق عبد الله واد وهي تجاهل الجماعات المسلحة كجزء محوري من سياسة الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي للبلاد .

 وفي هذا الجانب  أوضح المحلل السياسي اسماعيل دبش في تصريح للقناة الإذاعية الأولى  أن المحادثات بين البلدين سترتكز على مناقشة عدة مسائل اقليمية مشتركة للنقاش ولتبادل وجهات النظر بين الجزائر والسنيغال منها جهود السلم التي تبذلها الجزائر في شمال مالي وليبيا والوضع في منطقة الساحل وتداعيات التدخل العسكري في مالي الذي اثقل كاهل بلدان المنطقة أمنيا وعسكريا.

المصدر : الإذاعة الجزائرية

 

الجزائر, سياسة