نسيب : الدولة إستثمرت حوالي 400 مليار دج للنهوض بقطاع الموارد المائية بجنوب الوطن

صرح وزير الموارد المائية حسين نسيب هذا السبت بولاية ورقلة أن الدولة استثمرت خلال العشرية الأخيرة غلافا ماليا هاما بقيمة إجمالية بحوالي 400 مليار دج للنهوض بقطاع الموارد المائية بجنوب الوطن.

وأوضح الوزير على هامش الزيارة التي قام بها إلى الولاية بمعية وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري أن هذا المبلغ المالي الضخم خصص لإنجاز آلاف المشاريع ، من بينها على سبيل المثال لا الحصر المشروع العملاق لجر المياه الصالحة للشرب من مدينة عين صالح  نحو تمنراست ومشروع معالجة إشكالية صعود المياه الجوفية بكل من ولايتي ورقلة والوادي ، فضلا عن آلاف المشاريع الأخرى التي تخص تحسين عملية التموين بالمياه الصالحة للشرب و إنجاز شبكات المياه المستعملة ، بالإضافة إلى مرافقة المشاريع ذات الصلة بالقطاع الفلاحي.

وأشار نسيب من جهة أخرى أن ولاية ورقلة وعلى غرار باقي المناطق الجنوبية الأخرى من الوطن تتوفر على قدرات  كبيرة بخصوص الموارد المائية   غير أن "هذه الموارد تطرح إشكالية نوعيتها "، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المشاريع الهامة المتعقلة بإنجاز 11 محطة لتحلية المياه الصالحة للشرب بمنطقتي ورقلة و تقرت ستسمح بتحسين نوعية مياه الشرب. 

ومن جانبه ذكر وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري أن الإمكانيات الكبيرة التي  تتوفر عليها ولاية ورقلة"ستسمح في المستقبل القريب بالنهوض بالإنتاج الفلاحي" قبل أن يضيف أن ذلك يبقى مرتبطا بضرورة الإنتقال من الأساليب القديمة في الزراعة إلى الأساليب الحديثة التي تعتمد على إدخال التقنيات العصرية المتعلقة بهذا الجانب.

وأكد الوزير أن الدولة عازمة على مواصلة تقديم المساعدة ومرافقة الفلاحين لتجسيد البرامج الضخمة التي سطرتها الدولة للنهوض بالفلاحة بالجهة.

ودعا بالمناسبة الشباب والفلاحين إلى ضرورة التجاوب مع هذه المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية لتمكين الولاية من أن تصبح قطبا فلاحيا بامتياز على غرار ما هو عليه الأمر ببعض الولايات الجنوبية الأخرى من الوطن.

وكان وزير الموارد المائية قد قام قبل دشن قبل ذلك ببلدية الميقارين المركب الهيدروليكي (170 كلم من عاصمة الولاية ) والذي يتوفر على أحدث التجهيزات التقنية.

وسيساهم هذا المنشأ الذي يحتوي على خزانين بسعة 2.000 متر مكعب لكل منهما في تحسين وتيرة التموين بالمياه الصالحة للشرب بالمنطقة ، كما أنه من المنتظر أن يغطي حاجيات ساكنة بتعداد 20 ألف نسمة وبمعدل للتموين يصل إلى أكثر من 500 لتر يوميا للفرد الواحد على مدار 24 ساعة. 

وأعطى نسيب بنفس البلدية إشارة انطلاق مشروع إعادة تأهيل قناة وادي ريغ التي تمتد على مسافة 150 كلم و ذلك من خلال تنظيفها من تراكم الأوحال التي ظلت تحول دون عملية السير العادي والطبيعي للمياه على مستوى القناة. 

كما أشرف الوفد الوزاري وبحضور سفير مملكة إسبانيا في الجزائر ألخندرو بولانكو ماتا على  مراسم  إمضاء عقد برتوكولي يجمع بين كل من الديوان الوطني للسقي وصرف المياه ومؤسستين إسبانيتين وذلك من أجل إنجاز مركب فلاحي صناعي بمنطقة غمرة ببلدية المقارين . 

ويشتمل هذا المشروع -- حسب توضيحات المسؤولين المعنيين --على بناء  مجمع للصناعات الزراعية يخصص لإنتاج الخضروات المبكرة من خلال استخدام الطاقة الحرارية الجوفية.

ويتربع هذا المشروع  المستقبلي على مساحة إجمالية قدرها 250 هكتار، منها 40 هكتارا ستخصص لإقامة 16 بيتا بلاستيكيا حسب البطاقة التقنية للمشروع.

وتفقد الوفد الوزاري ببلدية حاسي بن عبد الله مزرعة ومعصرة زيتون ملك لأحد الخواص قبل أن يشرفا بمقر الولاية على توزيع عقود امتياز

الفلاحي لفائدة 30 مستفيدا من كلا الجنسين يتوزعون على عدد من بلديات الولاية، كما أشرف وزير الموارد المائية على تدشين محطة تحلية المياه بحي غربوز ببلدية ورقلة التي تقدر طاقة المعالجة بها إلى 3.000 متر مكعب يوميا لفائدة 15 ألف نسمة .

واختتم الوفد الوزاري زيارته لولاية ورقلة التي دامت يوما واحدا بزيارة المحيط الفلاحي"الرمثة" ببلدية الرويسات الذي يتربع على مساحة تفوق 36.000 هكتار. وبذات الموقع اتخذ وزير الفلاحة والتنمية الريفية عدة قرارات ، من بينها تخصيص 300 كلم من الكهرباء الريفية لفائدة الولاية و350 كلم من المسالك الفلاحية، بالإضافة إلى تخصيص برنامج للسكن الريفي لفائدة الناشطين في هذا المحيط الفلاحي.

نسبة امتلاء السدود بلغت مستوى قياسي

بلغت نسبة امتلاء السدود المستغلة عبر الوطن مستوى قياسي عند 75ر84 بالمائة خلال شهر فبراير الجاري نتيجة التساقطات المطرية المسجلة في ذات الفترة ، حسبما أفاد به بيان لوزارة الموارد المائية.

وسمحت الأمطار الوفيرة"للسدود برفع نسبة امتلائها لتصل مستوى قياسيا لم يسبق وان سجلته سابقا" وفق لذات المصدر الذي أكد أن كمية الأمطار المخزنة زادت ب 2 مليار متر مكعب (م3).

وأضاف البيان أن"هذه الوفرة رفعت من كمية المياه المخزنة في السدود إلى 5.803 مليون م3 أي بنسبة امتلاء قدرها 75ر84 بالمائة وهو أمر استثنائي". كما أن مستوى التساقط المسجل في فبراير"يجعل من السنة المائية استثنائية وهو ما سيخلق وضعية مائية مريحة في البلاد" ، حسب الوزارة التي أكدت أن المياه الجوفية استفادت هي الأخرى من معدل التساقط الجيد الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة تموين الطبقات الجوفية.

وبحسب المناطق فإن سدود غرب البلاد قد سجلت أعلي نسبة امتلاء عند 91 بالمائة ، كما أن ال17 سدا المتواجدة في منطقة حوض الشلف صار بها 1.359 مليون م3 بنسبة امتلاء قدرها 79 بالمائة.

أما منطقة الوسط -التي يوجد بها 12 سدا- فإن كميات المياه المخزنة انتقلت إلى 1.277 مليون م3 وبنسبة امتلاء ب 82 بالمائة و2.246 مليون م3 من المياه بسدود منطقة شرق الوطن التي تحصي 23 سدا وبنسبة امتلاء تبلغ 88 بالمائة.

المصدر : الإذاعة الجزائرية

اقتصاد