الفرقاء اللييبيون يعوّلون على "الــحكمـة" الجزائرية للوصول إلى تسوية توافقـية للأزمة

يمثل الحوار الليبي الشامل الذي انطلق هذا الثلاثاء بالجزائر العاصمة من اجل التوصل إلى حل سياسي يخرج هذا البلد من الأزمة السياسية والأمنية التي زاد من تفاقمها وجود حكومتين و برلمانين يتنافسان على السلطة "منتدى" حاسم في المسار السياسي لهذا البلد.

ووصف اجتماع الجزائر أيضا بـ"محطة انطلاق واعدة" لتحقيق التوافق الوطني و الذي يضم قادة أحزاب ونشطاء سياسيين ليبيين بدعم من الجزائر التي تعد البلد المسهل للحوار الليبي الشامل وبرعاية من الأمم المتحدة.

و استغل الوزير الأول عبد المالك سلال فرصة تنشيطه ندوة صحفية رفقة رئيس الوزراء البرتغالي بيدرو باسوس كويلهو للحديث عن اللقاء الذي يجمع اليوم الفرقاء الليبيين بالجزائر العاصمة مؤكدا "وقوف الجزائر معهم و مساعدتها لهم للحوار بينهم" و ذلك كما قال "انطلاقا من مبدأ أن الجزائر لا تتدخل في شؤون الدول بصفة عامة و من مبدأ الدفاع على وحدة الوطن".

و شدد في هذا الصدد على أن الجزائر مع مبدأ التعددية السياسية و لكنها ترفض "تقسيم الأرض".

وخلص سلال إلى القول إننا بعد أن وصلنا إلى نتيجة مرضية في مالي و في تونس نتمنى أيضا أن نتوصل إلى حل مرضي في ليبيا مع أن الإشكال أصعب في هذا البلد" معبرا عن أمله في "أن تنتصر النظرة الجزائرية لفائدة الشعب الليبي وحده لا أكثر و لا أقل.

من جهته أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل الذي ترأس انطلاق الأشغال مناصفة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون أن هذا الاجتماع  يعد "محطة انطلاق واعدة" لتحقيق التوافق الوطني الذي يتطلع إليه الشعب الليبي، والهدف الرئيسي من الحوار الليبي الشامل  حسبما أضاف  مساهل هو "تحقيق التوافق الوطني الذي يتطلع إليه الشعب الليبي الشقيق لاسيما تشكيل حكومة وحدة وطنية"، معتبرا أن ذلك يمثل "حلا يؤسس لمزيد من الاستقرار ويمكن ليبيا من مكافحة أكثر فعالة ضد الإرهاب".

وفي الإطار ذاته أكد مساهل أن "الجزائر التي تجمعها بليبيا علاقات الجوار والتاريخ والكفاح المشترك ضد الاستعمار الغاشم, لم تكن لتبقى مكتوفة الأيدي والأشقاء في ليبيا يكتوون بنار الفتنة ويواجهون أخطر المراحل تهديدا لوحدتهم  الوطنية والترابية"،و دعا المسؤول الجزائري الليبيين إلى مضاعفة الجهود في مناخ تضامن و تناسق من اجل مواجهة التهديدات معبرا عن يقينه بأن حل الأزمة الليبية "هي بيد الليبيين أنفسهم"، مضيفا أنه "من واجبنا كأشقاء مساعدتهم على إيجاد الحل الذي هم وحدهم  يختارونه بكل سيادة واقتدار".


سلال  .....  الجزائر مع مبدأ التعددية السياسية و تقاسم السلطات لكنها ترفض تقسيم الأرض


وأوضح بأن مسار الحل السلمي للأزمة الليبية "يتطلب إضافة إلى إرادة وتصميم الفرقاء الليبيين ، المزيد من الصبر والمثابرة والحرص على الانخراط بكل إخلاص وصدق في هذا المسار لما تمليه تعقيدات وخطورة الأزمة الليبية وتحدياتها".

برناردينو ليون : ليبيا أمام خياين .. الاتفاق السياسي أو الدمار

و أكد المسؤول الأممي برناردينو ليون أن اجتماع الجزائر يعد "منتدى سياسي حاسم من شأنه أن يلعب دورا هاما في المسار السياسي في ليبيا" مضيفا أن أمام "ليبيا خيارين فقط : الاتفاق السياسي (تسوية الأزمة) أو الدمار".

وفي استناده للمبادلات التي جرت مع الأطراف الليبية و الاقتراحات التي تم تقديمها لعقد هذا الحوار السياسي أعرب بأن المشاركين في لقاء الجزائر"سيوجهون رسالة تشجيع للمسار السياسي لكل الذين يفاوضون في فرق العمل الأخرى".


و لدى تطرقه إلى الوضع في ليبيا التي تواجه تحديات لا سيما على الصعيدين السياسي و الأمني و في مقدمتها مشكل الإرهاب تأسف برناردينو ليون لتواصل الاقتتال والهجمات الجوية الأخيرة على العاصمة طرابلس التي تعمل  حسبه على "تعقيد الحوار إلى حد كبير".


و في هذا الصدد أكد مجددا أن "الدعوة إلى وقف الاقتتال تبقى ضرورية" موجها رسالة إلى "الذين يعتقدون أنه يمكن لطرف أن يفرض نفسه على الآخر" أن  "مسار الحوار هو الحل الوحيد".

و اعتبر المسؤول الأممي أن ليبيا تعد "فوق كل مصلحة" مذكرا أنه "ينبغي على الليبيين وحدهم العمل على الخروج من الأزمة و أن الأمم المتحدة و الجزائر لا تلعبان سوى دورا مسهلا".

تثمين للدور  الجزائري  وتــأكيد السعي لحل توافقي

من جانبهم، أكد مشاركون في اجتماع قادة الأحزاب السياسية  والشخصيات الوطنية الفاعلة في ليبيا اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن ألاجتماع يشكل "خطوة هامة" في مسار الحل السياسي للأزمة الليبية "خاصة و أنه يركز على ترسيخ فكرة الحوار و نبذ العنف".

وفي هذا الصدد أكدعبد الحفيظ عبد القادر غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي  سابقا  أن ألاجتماع الذي تستضيفه الجزائر من شأنه أن يساهم "بشكل كبير" في صناعة الحل السياسي لاسيما و أنه يعد "خطوة هامة في المسار السياسي لحل الأزمة الليبية " كونه يجمع "أطراف فاعلة على الساحة السياسية الليبية من أحزاب و شخصيات سياسية ذات الوزن المؤثر" في ليبيا. 

  كما أثنى غوقة على أهمية الدور الجزائري في هذا الإطار خاصة بالنظر إلى القواسم التاريخية و الجغرافية التي يشترك فيها الشعبان الجزائري و الليبي, معربا عن ثقته في الدور الجزائري "الذي يظل دائما محوريا" في مثل هذه الأوضاع، مؤكدا أنه كان من الداعين لقيادة الجزائر الحوار الليبي وهي التي أثبتت نجاحا مهما في المصالحة المالية.

وبدوره أكد عضو المكتب السياسي بحزب الوطن الليبي جبريل شعيب الزوي أن اجتماع الجزائر "جاء في الوقت المناسب" نظرا إلى محتواه و الشخصيات المشاركة فيه.

 وأشار الزوي إلى أن جدول أعمال لقاء الجزائر يتضمن البحث في "كيفية دعم المسار السياسي الأممي لحل الأزمة في ليبيا" مركزا في نفس السياق على الدور الذي تحدده الأحزاب و مؤسسات المجتمع المدني لنفسها خلال اجتماع الجزائر بهدف "المساهمة في إنجاح المسعى السياسي لإخراج ليبيا من الأزمة فضلا عن وضع تصور للآلية الكفيلة بمتابعة أي اتفاق يتم التوصل إليه من خلال مسار الحوار".

و بدوره أكد رمضان خالد مستشار رئيس حزب العدالة و البناء أن كل الأطراف السياسية المجتمعة اليوم تتفق على ضرورة الخيار السياسي لحل الأزمة في البلاد مؤكدا على "وجود إجماع على ضرورة الذهاب نحو حكومة وحدة وطنية".

وأوضح السياسي الليبي أن الهدف من هذا الاجتماع "هو إشراك جميع الفرقاء الليبيين في مسار الحوار وهذا نظرا إلى الاحترام الذي تحظى به الجزائر لدى جميع الأطراف"، معربا عن تفاؤله بمسار الحوار بين الفرقاء الليبيين و بالدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في هذا الإطار.

ويندرج هذا الاجتماع في إطار جهود الجزائر الحثيثة من أجل جمع الفرقاء الليبيين حول طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سياسي يخرج  هذا البلد من الأزمة السياسية و الأمنية التي زاد من تفاقمها وجود حكوماتين وبرلمانين يتنافسان على السلطة.

 

المصدر : الإذاعة الجزائرية

الجزائر, سياسة